
الحياة الزوجية
فـي بلادنـا
العـربية نـصف الشخـص الغـير المحـترم بأنه
قليل الأدب وليس لديه ذرة
ذوق لعله مـدخل غريب بعض الشيء
لمناقشة مـوضوع الأدب والذوق عن صفتين لهما في النـفوس
أثـر طـيب فإذا وجدنـا في الإنـسان تسلل إلى روحـك
فتجـد نفسـك
تحـترمه وإن فعلت ذلك أحبتته وإن أحـبه
النـاس فهـي علامات مـن علامات
القـبول كمـا علمـنا النبي
محـمد صلى الله عليه وسـلم في الحـديث القـدسي : (
"أنّ الله إذا أحَبّ فلاناً جعل الملائكة والناس يحبونه" )
قـديماً قـالوا "
فـاقد الشيء لا يعـطيه " فإذا لم تـكن أنـت قدوة
لأسـرتك فـي الأدب والـذوق فكـيف تتكلـم
عـن هـذا الموضوع معاهم ؟ وكـيف تغـرسه في
أبـنائك الـذين سينـقلونه إلى أبنـائهم وأبنـاء
أبنـائهم وأحـفادهم
ليضـل مـشهوراً عـن
عـائلـتك أنهـا عـائلة
الـذوق والأدب ؟ الغـريب أن البـعض يعتـقد أن الأدب والـذوق من
الأخـلاق
الغـربية وأن أصـول {
الأتيكـيت } كـما يسمـونه لا عـلاقة
للأسـلام بهـا لكـن الـواقع يـؤكـد أن
ديننـا عـظيم وأنه دعـا إلى
الأدب والـذوق في كـل شيء أنـظر إلى جمـال وعـظمة هـذا
الـقرآن حـين
يعلمـنا الأدب والـذوق في
بيـوتنـا بـدءاً مـن الأسـتئذان للدخـول على
الأب والأم حـيث تجـد آيـة في
القـرآن الـكريم يُتـلى إلى يـوم القـيامة :
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ }
آية تـضع قـاعدة مـن قـواعـد
الـذوق الأطفـال تحـت سـن البـلوغ لا بـد أن
يسـتأذن ثلاث مـرات
مـن قبل صـلاة
الفجـر وحـين تضـعون ثـيابكم مـن
الظهـيرة ومـن بعـد صلاة
العـشاء
هـل هـذا الـدين جـاء لينـظم الحـياة في
المـسجد أم في المـنزل ؟ لا بـل جـاء لينـظم
داخـل
غـرفة النـوم :
لا إله إلا الله : جـاء رجـل إلى الرسـول محـمد صلى الله عليه وسـلم وقال له :
(
أأسـتأذن على أمـي يا رسـول الله ) قال : نعـم : وكـرر الرجـل السؤال ثلاث مـرات ورد عليه
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : قال أتحـب أن تراهـا
عاريـة ؟ فقال الرجل :
لا
قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :
فاسـتأذن على
أمـك .
وخـرجت
الأجـيال وكـبرت على الأسـتئذان على الأب والأم
بتـعاليم وأدبيـات
وذوقـيات الأسـلام
فلقد أنتقل الإسلام
بالبشرية إلى الحضارة والمدنية لذلك كان موقف مثل ذلك
غريباً على هذا الرجل
ولنأتي إلى الذوق مع
الزوجة ونحن لا نزال مع الذوق في البيت
مثال : نشاهد في الأفلام والمسلسلات الأجنبية
الرجل الأوروبي مع زوجته في مطعم ما يأكلان
فإذا به يقطع قطعة اللحم ويضعها في
فم زوجته بالشوكة والشبّان والفتيات
يعجبون جداً بمثل هذا الموقف
ويقولون : يا
للرومانسية ! ونكبر نحن على تقليد مثل هذه التعاملات مُدّعين التمدُّن من خلال
تقليد الأوروبيين
فما بالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(
أعظَم الصّدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته )
من الأدبيات أيضاً في التعامل مع الزوجة أن نراعي المرأة في لحظة
ضعفها أو غضبها
أزواج كثيرون لا يتعاملون مع زوجاتهم بذوق
ورقّة دائماً يهددون : "
سأتزوج عليك " , "
سأنفصل عنك"
وهذا الحديث حتى لو كان مزاحاً
يجرح المرأة كثيراً من عدم مراعاة الذوق أيضاً في التعامل مع الزوجة
أن يأتي الرجل من عمله الغائب فيه طول اليوم إلى بيته
متجهّم الوجه ويجلس ليفتح الصحف ويظل يتصفّحها ثم يدخل لينام
وهذا يؤذي
الزوجة صحيح أنّك قد تكون مُتعباً ومُرهقاً من
عملك طوال اليوم لكنك لن تكون أكثر إنشغالاً من النبي محمد صلى الله عليه وسلم
أنظر إليه في بيته : كل زوجات النبي يخبرن عنه أنه كان في بيته هاشّاً باشّاً وكان
ضحاكاً أي أنه
يضحك ويُضحِك مَن حوله
وكان يجلس معهنّ للحديث فإذا
أذّن للصلاة كأنه لا يعرفهنّ ولا يعرفنه ولكنه كان يجلس معهن
ويتحدث إليهن لم يغلق على نفسه الباب
ويقول : "
إنني مُتعب ومُثقل بمشكلات عدة " وفي مسألة الشكل و
التزيّن يُريد الزوج دائماً من
زوجته التزيّن والتحلّي له
أما هو فلا يهتم بشكله
وأناقته أمامها في الحقيقة مفاهيم
الذوق في الإسلام عالية جداً
وراقية جداً .