وقفة :
عندما يٌعجب الرجل بالمرأة يتخيلها عارية ،
أما المرأة عندما تٌعجب برجل، فإنها تتخيله في أبهي زينته !!
تلك سمات البشر.
المزاج عاطفة عجيبة.. المزاج هتلر .. موسوليني .. صدام حسين .. يأمر دون أن يحاول أن يبرر أوامره أو يبحث لها عن منطق..
إنه طاغية حر .. حرية لا تقبل مراجعة .. إنه منتهى الحرية .. إنه الحرية التي تسقط فيها الموانع.. ويختفي الآخرون ولا يبقى فيها إلا أنا وحبيبي .. أنا وروحي .. أنا وأنا ..
ودولة الكيف بلا دستور.. والمزاج هو الرقعة الوحيدة الحرام التي لا تدخلها معقولية ولا منطق .. إن الواحد منا لا يعقد برلماناً من عائلته ليقرر إن كان سيشرب الشاي أو القهوة وهو لا يضع مبررات ولا يقدم أسباب وإنما هو في العادة يكتفي بأن يقول أبغى كذا كيفي ..
فإذا قالو له إن الشاي يعمل لك إمساك والقهوة تسهرك فإنه يكتفي بإن يقول مرة أخرى .. ياناس أنا أحب كذا كيفي كذا مزاجي كذا.. وهو غالباً يشرب الشاي والقهوة ويشرب الدخان ولا يسمع الكلام ويمشي على مزاجه ولا يعبأ بأحد .. ليه؟ ..
انه المزاج
الناس تاكل الشطة وتصرخ من الألم ليه مزاج والمزاج هو الحرية ... إنه مجال حريتنا الوحيد .. في وسط الاسلاك الشائكة المكهربة المنصوبة حولنا: إن نفوسنا المسكينة محاصرة بالواجبات.. والالتزامات ..
التزامات العائلة ..
والتزامات المدرسة ..
والتزامات الوظيفة..
والتزامات الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها ..
والتزامات الصداقة والمجاملة و و و و و..
وفي وسط هذه المطاردات التي يطاردنا فيها الآخرون نبحث لنا عن لحظة تكون ملكنا نبث فيها مكنونات قلبنا .. وذات نفوسنا .. واشواقنا وهذه اللحظة هي ( مزاجنا فنجان الشاي .. والسيجارة .. والشطة .. والدردشة مع نفس نحبها في ساعة صفاء هذا كل ما تبقى لنا من الدنيا ولهذا نتمسك جداً بهذه الساعة ولا نقبل فيها مساومة أو منطقاً أو نصحاً أو مشورة لأن هذه اللحظات هي لحظاتنا بلا قيود هي مزاجنا.
في جلسه شاعرية روى لي صديقي المقرب قصة حبه وقال يشرح لي عواطفة التي استمرت ثماني سنوات تدول حول امراة متزوجه وهو ايضا متزوج .. كان يتكلم بلهفة غريبة يقول ..
انها حبيبتي .. حياتي .. اننا شخص واحد .. عيوبها اصبحت كعيوبي وابحث لها عن عذر .. ورغباتي الجنسية الجريئة تعبر عنها قبل ان انطق بها ..
انتهى بيننا ذلك الشي الذي اسمه .. الخجل .. والكرامه والاهانة .. والكبرياء .. فأنا اخلع ثيابي في حضورها وكانها غرفتي الخاصة .. وهي تخلع ثيابها امامي وتتفوه بالعبارات التي تخجل من ان تقولها لنفسها .. تقولها لي بفرح الطفلة التي لا تعرف الحياء ..
لم نعد نعرف العيب .. والحرام .. والواجب .. وعادات المجتمع .. نحن بمجتمعنا الخاص .. لاننا فقدنا الاتصال بالناس .. واكتفينا بانفسنا .. وانا لها .. انا اكتب لها واسهر لها انا هو انا .. لان هناك بالدنيا امراة اسمها كذا .. جعلت مني الرجل الذي تراه امامك ..
وتكلم كلاما كثيرا بحدة وانفعال جميع رغباتي الجنسبة تحققها ..
وتسائلت وانا افكر ..
هل كان أي من الاسباب التي ذكرها هو السبب الذي جعله يحبها كل هذا الحب ..
لا اظن ..
ان يحبها لانها مزاجه .. ان كل واحد من هذه الاسباب يمكن ان يكون سببا للنفور .. ويمكن ان يكون سببا ايضا للحب والعشق .. ومزاجه هو الذي جعل منه سببا للحب .. فعلا قد تكون الجراة الجنسية سبب للنفور عند اخريات وسبب للقرب عند اخرين .. وقد تكون على النقيض من الاولى في الصفات كل واحد ومزاجه ..
فعلا الحب ليس له صورة يعرف بها .. قد تحب بالعقل وتعشق ..
وفعلا دولة الكيف بلا دستور ولا قانون يحكمها ..
والمزاج هو الرقعة الوحيدة الحرام التي لا تدخلها معقولية ولا منطق !
لا شيئ يساوي المزاج كما أنه لا شيئ يساوي الحرية .. ونحن ندفع كل ما نملك في سبيل مزاجنا .. كما ندفع عمرنا في سبيل حريتنا .. المرأة تضحي بعمرها في إنتظار زوج على مزاجها .. نابليون خرب الدنيا لأن الحرب كانت مزاجه .. وقد دفعنا نحن جميعاً هذا المزاج النابليوني .. ودفع هو أيضاً الثمن مضاعفاً في النهاية .. إن المزاج نقطة ضعفنا جميعاً إذا سيطر علينا طول الوقت لكن لا مانع في بعض الوقت .. إنه الثغرة التي يدخل منها الإغراء ولا يحرسها العقل ولا يجدي فيها العقل..
إن اللحظات التي تدخل إلي من بوابة مزاجي تصيبني في مقتل .. تصرعني .. آآآه.. من مزاجي..